حكاية الطين والنار: الفرن البلدي تراث قرى قنا

الكاتب
حكاية الطين والنار: الفرن البلدي تراث قرى قنا منذ 4 ساعة

رغم انتشار أفران الغاز الحديثة فإن نساء قنا في صعيد مصر لا زلن يفضلن الفرن البلدي، هذا التقليد العريق يُميز القرى ويُعد جزءًا من هويتهم الثقافية، يتمتع الخبز البلدي برائحة وطعم فريدين، يتم تحضيره بعناية حيث تُترك العجينة لتختمر تحت أشعة الشمس قبل أن تُخبز في الفرن، ما يمنحه لونه المميز وقوامه الهش.

يصنع الفرن البلدي بمهارة فائقة، لكن عدد الحرفيين الذين يتخصصون في هذا المجال قد انخفض بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، تتطلب عملية الصنع أيامًا من الجهد والتفاني، حيث يقوم الصانع بتحضير الطين وتهيئة قوالب الطوب، ومن ثم يبدأ في إنشاء هيكل الفرن حسب الأصول التقليدية المعروفة، مما يجعله إرثًا ثقافيًا.

تظهر مراحل تصنيع الفرن البلدي دقة عالية، يبدأ الجسم بشكل قبة دائرية مع فتحات تهوية ووظائف متعددة، تُستخدم لتخبز الخبز وتطهي الأطباق التقليدية، يعد استخدام الحطب أو المواد الطبيعية وقودًا رئيسيًا، يتوجب ترك الفرن حتى يجف تمامًا قبل استخدامه، مما يضمن جودته وكفاءته في الطهي.

يطلق على الخبز الناتج من الفرن البلدي لقب “الخبز الشمسي” ويتميز بمذاق خاص يحبه الكثيرون، تستخدمه ربات البيوت في إعداد الفطائر وأكلات أخرى شهية، بعد الانتهاء من عملية الخبز تقوم السيدات بوضع الأطباق مثل الأسماك أو الفول ليكتسب نكهة مميزة، بفضل الحرارة البطيئة المنبعثة من النار.

الأقسام الأخوية

شارك المقال

قد تشاهد أيضًا

أحدث أخبار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى