كيف تكون حليماً وما هي طرق تعلم الصبر؟ .. ما هي مكانة الشخص الحليم

الإسلام حث على أن يكون المرء حسن الخلق، فكيف يكون الشخص حليم؟ وما هي الطرق التي تساعده على الصبر؟ ولا بد من اتباع الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في كل الأمور التي يقوم بها، وكان أشرف الخلق يملك من العديد من الصفات الحميدة، وعلينا التعلم من السنة النبوية والقرآن الكريم، ومن خلال موقع منصتك نتعرف على الطرق التي تجعلك شخص حليم.

الطرق التي تجعل الشخص حليم

أن يكون الشخص حكيمًا هذا تهذيب للنفس، ولا بد أن يكون المرء خبير بحالة وبسوء خلقه، ويعد الحلم من مكارم الأخلاق التي يسعى إليها كل شخص سوي، وله مكانة عظيمة مثل بقية الصفات، ولا بد من اتباع بعض الأمور لاكتساب خلق الحلم وتكون كالآتي:

• خلق الحلم يتم اكتسابه بالتربية والتكرار، والتعود وتزكية النفس وتذكيرها دائمًا باتباع هدي الحبيب المصطفى عليه السلام في حسن الخلق.
• لا بد من التعرف على فوائد الحلم، والتعرف على آثارها الطيبة على المتخلي به في الدنيا والآخرة، وعلى الجانب الآخر تذكر عواقب كل من الانفعال، والغضب، والانتقام عند عدم التَّخلُّق بالحِلم.
• من الطرق التي تساعد على اكتساب خلق أو صفة محددة هو مصادقة ومصاحبة من يتحلى بها، فيمكنك التعلم منه والتخلق بخلقه، لأن بطبيعته يتأثر بخلق وسلوك من يصاحبه ويلازمه لوقت طويل.

اقرأ أيضًا: ما هي المرحلة الثانية من دورة حياة الخنفساء؟ وكيف تكون؟

تعريف الحلم

يوجد ثلاث معاني لكلمة الحلم، ويكون المعنى الأول رؤية الشيء في المنام، والثاني هو تثقُّب الشّيء، والثالث ترك العجلة والسرعة، وهو المراد في حديثنا، وذكر العلماء الكثير من التعريفات اللغوية للحلم وتكون كالتالي:

• الراغب الاصفهاني: ضبط النفس والطباع عند الثورة والغضب.
• الجاحظ: ترك الانتقام عند الغضب رغم القدرة عليه.
• المناوي: ترفع الإنسان عمن تسبب في إيذاءه تعقلًا واتزانًا.
• الجرجاني: الطّمأنينة عند ثوران الغضب، والعدول عن مجازاة الظَّالم.

اقرأ أيضًا: كيف تكون برمجة العقل الباطن؟ نصائح مهمة

ما هي مكانة الشخص الحليم

من يتساءل عن كيف تكون حليماً؟ ذلك لعلمه بأهمية هذه الصفة، وعظمتها بين سائر الأخلاق الحميدة، وتتمثل مكانة الحلم في النقاط التالية:

• الحلم هو اسم من أسماء الله الحسنى، فهو سبحانه وتعالى- متصف بالحلم على العباد، ومن اصبر من الله جل وعلا علينا، فنحن الذي نخطأ ونعود، ثم نذنب ونعود، وهو جل وعلا يتقبل منا التوبة، ومن حلمه على العباد عدم الاستعجال في معاقبتهم، والصبر على عصيان العباد، فهو سبحانه وتعالى الغني عن العباد والمخلوقات جميعًا حليمًا بهم
• الأنبياء والسلف الصالح رضي الله عنهم، ومن بعدهم التابعين عرفوا بالحلم، وكانوا يملكون من الخلق أجوده، ورويت القصص والروايات عن حلمهم وصبرهم على المشركين.
• ورد عن الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ما قان بروايته أن المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما- أنَّها سألت النَّبيّ عليه الصَّلاة والسَّلام: “ يَا رَسولَ اللهِ، هلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كانَ أَشَدَّ مِن يَومِ أُحُدٍ؟ فَقالَ: لقَدْ لَقِيتُ مِن قَوْمِكِ وَكانَ أَشَدَّ ما لَقِيتُ منهمْ يَومَ العَقَبَةِ، إذْ عَرَضْتُ نَفْسِي علَى ابْنِ عبدِ يَالِيلَ بنِ عبدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إلى ما أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ علَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إلَّا بقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بسَحَابَةٍ قدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقالَ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَما رُدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، قالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، إنَّ اللَّهَ قدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بأَمْرِكَ، فَما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أَصْلَابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا”[الراوي: عائشة أم المؤمنين][المحدث: مسلم].

اقرأ أيضًا: كيف تكون جريئًا وتتخطى مخاوفك؟ بأبسط الطرق

ما هو فضل الحلم

يوجد للحلم فضائل كثيرة وثمرات لا حصر لها، الذي تعود على الشخص الحليم، الذي تحلى بالحلم والتزمه، وما يعود عليه ما هو دنيوي، ومنها ما هو أخرى ومن هذه الفضائل:

• الفوز بمحبة الله جل وعلا والفوز برضاه.
• الناس تميل وتحب الشخص الحليم، وتحترمه وتقف بجانبه في أي موقف من المواقف.
• إزالة التشاحن والبغضاء بين الأشخاص.
• الحلم وكظم الغيظ من أفضل الطرق لردع السفهاء والرد عليهم، لأن الغضب المشادات تؤدي إلى المشاكل والآثار السلبية.

وبذلك نكون انتهينا من التعرف على كيف تكون حليماً؟ ولا بد من الصبر على العادات الجديدة التي تقوم بإدخالها، والعلم أن التغيير يحتاج إلى وقت، ويمكن تجربة اكثر من طريقة، والاستعانة بالله جل وعلا والدعاء له.