جمهور الهجن في العلمين يُظهر شغف المصريين بالتراث الصحراوي

شهدت مدينة العلمين مؤخرًا حدثًا استثنائيًا حيث توافد الآلاف من عشاق سباقات الهجن لحضور منافسات مثيرة استمرت لمدة يومين، تجمع الهواة والمحبين حول مضمار قرية سيدي عبد الرحمن حيث تنافس 1500 جمل في 32 شوطًا، الحضور المتنوع جاء من مختلف المحافظات ليؤكد الشغف الكبير لهذه الرياضة التراثية العريقة، ما يعكس مكانتها في قلوب المصريين.

تحت رعاية الاتحاد المصري للهجن وبالتعاون مع الاتحاد الإماراتي، تم تنظيم الحدث بطريقة تعكس أهمية الحفاظ على الفنون التراثية، وقد استقطبت المنافسات أعدادًا كبيرة من الزوار من العاصمة والمدن الصحراوية، شعور الفخر والاعتزاز كان سائدًا بين الحضور الذين تجمعوا في هذا الحدث الريادي، حيث عبروا عن ولائهم للتراث العربي الأصيل.

تنوعت أنشطة الجمهور خلال السباق، حيث كان هناك من يرغب في التأمل في جمال الهجن ومن يسعى لالتقاط اللحظات المميزة لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما انطلقت هتافات التشجيع من الشباب الذين ورثوا حب الهجن من آبائهم وأجدادهم، ومع كل انطلاقة كانت القلوب تخفق بشغف، مما عزز الأجواء الاحتفالية في المكان.

في حديث مقتضب مع بعض الحضور، أكد أحمد عبد الموجود من المنيا على أهمية هذه الفعالية له كونه يعيش تجربة مشابهة لتجربة جده، بينما أعرب سالم علي من مطروح عن فخره بمشاركة مدينته في هذا الحدث العظيم، مشيدًا بالتعاون بين الجهات المختصة لتنظيم هذه الفعاليات الرائعة، ليجسد هذا الجهد قيم التراث المصري.

السباقات لم تكن مجرد تنافس رياضي بل تحولت إلى مهرجان اجتماعي يربط بين الأجيال ويعزز العلاقات بين المشترين والبائعين، حيث تبادل الجميع التهاني مع الفائزين مما خلق جوًا مفعمًا بالفرح والسرور، الشباب والكبار على حد سواء تعانقوا تحت ظلال الإبل الرائعة، ليؤكدوا أن الرياضة جزء لا يتجزأ من ثقافتهم.

في الختام، أكد مسؤولو الاتحاد المصري للهجن على أنهم مستمرون في تطوير هذه الرياضة وزيادة الوعي بأهميتها، وأن الحضور الجماهيري الكبير يعكس نجاح جهودهم، حيث اجتمعت العناصر التراثية مع الحداثة في أجواء تتحدث عن التاريخ وتعبر عن المستقبل، مما يجعل سباقات الهجن مناسبة فريدة تتجاوز حدود الرياضة إلى نشاط اجتماعي ثقافي متكامل.